الخرافة الرابعة: لم تخض إسرائيل يوما حربا إلا دفاعا عن النفس
لم يتوقف الأمر عند تزييف تاريخ النكبة، بل إن هناك شبكة عنكبوتية من الأكاذيب تُظهِر إسرائيل في مظهر الحمل الوديع الذي لم يسع للحرب يوما، لكن حظها العسر أوقعها وسط العرب المعادين لها من كل جانب، ولهذا كانت إسرائيل -في كل الحروب التي خاضتها- “مضطرة” للدفاع عن نفسها.
على مدار تاريخها، سعت إسرائيل لإلصاق وصف “الدفاع” بجيش كانت نواته الأولى عصابات الهاجاناه والبالماخ. تلك الصورة الذهنية لدور “الضحية” الذي أتقنته دولة الاحتلال تتماهى مع ما نسمعه مؤخرا وتتناقله وكالات الأنباء العالمية عن مظلومية إسرائيل(18)، الجيش الأكثر تمويلا في الشرق الأوسط، وحقها في الدفاع (19) عن نفسها ضد قطاع غزة المحاصر الذي يضم أكثر من 2.3 مليون مدني يناضلون للبقاء على قيد الحياة.
يشير المؤرخ المصري خالد فهمي إلى أن إسرائيل حاولت بذلك التنصل من كونها مشروعا استيطانيا أو دولة استعمارية توسعية، رغم ذلك أزاحت “الحروب التي شنتها إسرائيل” الستار عن النيات التوسعية للكيان المحتل، وما أسهل الحصول على أمثلة تؤكد ذلك؛ إذ نجد العدوان الثلاثي على مصر وقد فشلت دولة الاحتلال في تبرير أسبابه حتى لمواطنيها عام 1956، بعدها جاءت حرب يونيو 1967، عندما غزت إسرائيل غزة والضفة الغربية ومرتفعات الجولان وانتهت الحرب وفي جعبة إسرائيل مجموعة جديدة من الأراضي المحتلة تأبى الخروج منها.
في السنوات التي تلت ذلك ارتكبت إسرائيل عدة مذابح تصنف ضمن جرائم الحرب، مثل “مذبحة بحر البقر” التي قصفت خلالها ⒇ القوات الجوية الإسرائيلية مدرسة أطفال ابتدائية بزعم كونها قاعدة للقوات المصرية ونتج عنها مقتل أكثر من 30 طفلا وإصابة عشرات الأطفال الآخرين، ثم أتى غزو لبنان عام 1982 ومجزرة صبرا وشاتيلا (21) المروعة التي قامت بها ميليشيات مسلحة متحالفة مع إسرائيل.
إنَّ تأمل هذه السلسلة من الأكاذيب يجعلنا ندرك أن إسرائيل في حقيقة الأمر لم تكن يوما في موقع المدافع(22)، بل كانت تشن حروبا ومن ثم تنتظر ردة الفعل لتجعل حربها تبدو وكأنها دفاع عن النفس، وهو بالضبط ما يحدث الآن (23) في قطاع غزة من قصف وحشي انتقامي نشاهده مباشرة على شاشات التلفاز، بزعم أنه رد على عملية طوفان الأقصى التي شنتها حركة حماس يوم السابع من أكتوبر.
المصادر:
- الشعوب التي سكنت فلسطين الجزء الأول
- عن أساطير إسرائيل المؤسسة وصناعة مرويات التاريخ.. مع خالد فهمي
- Israel can’t use archaeology to justify colonialism and dispossession
- You’re Being Lied To About Israel And Palestine
- العودة إلى كنعان
- التاريخ القديم للشعب الإسرائيلي: توماس ل. طومسون
- تفنيد الرواية التوراتية – محاضرة خزعل الماجدي
- مراحل تشكل وعي الهوية عند الفلسطينيين
- فلسطين: أربعة آلاف عام من التاريخ
- ذكرى النكبة وحلم العودة للديار
- Notorious massacres of Palestinians between 1937 & 1948
- The Ethnic Cleansing of Palestine
- Four things to know about the Deir Yassin massacre
- الطنطورية رضوى عاشور
- الطنطورة الفلسطينية.. قصة مجازر القرية
- 75 عاما على نكبة فلسطين: اللد، مذبحة مدينة
- وثائقي – إسرائيل – نشأة دولة
- Zelensky: Israel has ‘indisputable’ right to defend itself from terror
- Biden says Israel has right to defend itself
- Bahr Al-Baqar school bombing: Egyptians remember children killed in Israeli attack
- 40 عاما على مجزرة صبرا وشاتيلا و”رائحة الجثث” لا تفارق الناجين
- Five things to remember when Israel ‘defends itself’
- قصف عنيف على غزة وإسرائيل تعلن توسيع حملتها البرية وقرار أممي يطالب بهدنة إنسانية
المصدر : الجزيرة
اهلا سهلا بكم
الخبير والمحامي الدولي محمد الطاهر رمزية المحكمه الجنائية وتفعيل مذكرتا اعتقال نتنياهو وغالانت.
حزب الله: قواعد وتجمّعات الاحتلال في مرمى صواريخنا ومسيّراتنا
عشرات القتلى من “ماجلان” في معارك مع حزب الله