ديسمبر 21, 2024

اذاعة صوت المهاجر الاعلامية

اذاعه سياسيه اخباريه ثقافيه تهتم بالشأن العالمي والعربي والعراقي

الشاعر ميخائيل نعيمة


الشاعر ميخائيل نعيمة أحد أشهر أدباء وشعراء المهجر في القرن العشرين، هو الشاعر والأديب اللبناني ميخائيل نعيمة، ولدَ في جبل صنين في لبنان عام 1889م، ودخل مدرسة الجمعية الفلسطينية في بلدة بسكنتا وأكمل دراسته الجامعية في أوكرانيا لخمس سنوات تقريبًا، بعد ذلك هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليتابع فيها دراسته، فاستقرَّ فيها لأكثر من عشرين عامًا واستطاع الحصول على الجنسية الأمريكية، وكان أحد أعضاء الرابطة القلمية التي أسسها جبران خليل جبران في نيويورك عام 1920م وكان نعيمة نائبًا لجبران فيها.[٢] عاد نعيمة إلى لبنان في عام 1932م ليقضي الفترة الأطول من حياته في قرية الشخروب وهي قرية تقع قرب بلدة بسكنتا، فقد كانت القرية ذات طبيعة ساحرة ومناظر خلابة تأسر القلوب والعقول، كان يميل إلى العزلة فيها ويذهب إلى واحد من الشلالات القريبة من القرية التي عاش فيها، فكان يكثرُ من التأمل والتفكير واستغلَّ تلك الفترة في الكتابة والتأملات الفلسفية التي انتهجها في حياته حول الإنسان والطبيعة وحول الله تعالى، وقد لقِّب في تلك الفترة بناسك الشخروب، توفي في لبنان عام 1988م بعد أن عاش ما يقارب مئة عام.[٢] تجربة ميخائيل نعيمة الأدبية يعدُّ الأديب ميخائيل نعيمة أحد روَّاد الفكر والثقافة في النهضة العربية، فقد ساعد على اليقظة والتجديد في الأدب العربي في النصف الأول من القرن العشرين، وأخذت مؤلفاته حيِّزًا كبيرًا في المكتبة العربية، وقد جميع بين كتابة القصة والرواية والشعر والمسرح والنقد والمقالات وغيرها، بدأ تجربته الأدبية الطويلة بأول مجموعة قصصة له في عام 1914م عندما كان يتابع دراساته في الولايات المتحدة الأمريكية، ليتابع بعد ذلك مؤلفاته بين شعر وقصة وغيرها، كما كتبَ أيضًا باللغة الإنجليزية واللغة الروسية، وقد زادت هذه الكتابات من مكانته الأدبية المرموقة، وقد كان لفلسفته أثر كبير في كتاباته جميعها وخاصةً فيما يدور حول الإنسان والحياة، وقد عمَّر طويلًا وهذا ما زاد من تجربته في الحياة وزاد من حكمته التي غدت تنهال على يديه كالسيل لتتفجر منها الكلمات والأقوال والحِكم، وما أدلّ على ذلك أكثر من قوله: “ما تفهمه من كلامي هو لك، وما لا تفهمه هو لغيرك”، فكان مدرسةً أدبية وفكرية وفلسفية بحد ذاته.[٣] مؤلفات ميخائيل نعيمة نظرًا للتجربة الأدبية الطويلة التي خاضها نعيمة خلال ما يقارب السبعين عامًا، فقد تركَ خلفه الكثر من المؤلفات التي تشهدُ على عبقريته في شتى مجالات الأدب وبأكثر من لغة غير العربية وخصوصًا في الفلسفة، وهذا ما جعله من أهم الأدباء في القرن المنصرم، وفيما يأتي ستمُّ ذكر أهم مؤلفاته مع تفصيل موجز عن كل منها: سنتها الجديدة: تعدُّ هذه المجموعة القصصية أولى مؤلفات نعيمة، وقد كان عمره آنذاك 25 عامًا تقريبًا، فقد نُشر هذا الكتاب في عام 1914م عندما كان نعيمة يتابع دراساته في الولايات المتحدة الأمريكية.[٣] الغربال: أحد أهم مؤلفات نعيمة في مجال النقد، حيثُ جمع فيه كثير من المقالات التي يؤسس فيها لعهد جديد في النقد، وقد عبر فيه عن آرائه بجرأة وعفوية، متجاوزًا الأساليب التقليدية القديمة، فالكتاب مدرسة أم للحداثة في الأدب والفكر الجمالي، صدر الكتاب في عام 1923م.[٤] مذكرات الأرقش: رواية لنعيمة يعبر من خلالها عن آرائه وأفكاره في الحياة والأشياء والبشر، يتحدث فيها عن شخص غريب الأطوار يعمل صامتًا على الدوام في مقهى، ويراقب الناس من خلال بصيرته وخياله وروحه الطاهرة، ويكتب ذلك في مذكراته التي ينسجها نعيمة بأسلويه الساحر.[٥] الآباء والبنون: عبارة عن رواية تمثيلية أو مسرحية بمعنى آخر، تتناول الحياة الشرقية بعرض مشوق، يصور فيها نعيمة المشاكل والصدامات القائمة بين الآباء والأبناء والأجيال القديمة والجديدة ويحللها بدقة عالية، نشر هذا الكتاب في نيويورك في عام 1917م.[٦] كرم على درب: لقد تميز نعيمة بأنه فيسلوف ومفكر بالإضافة إلى كونه أديب وشاعر، وهذا الكتاب يجمع بين الأقوال والأمثال المتألقة التي كتبها نعيمة، محورها الحكمة الخالصة المنبثقة من نظرة ثاقبة خبيرة بالحياة وصروفها، وقد كان لأقواله وحكمه أثر كبير بين القراء.[٧] قصائد ميخائيل نعيمة لم تقتصر كتابات نعيمة على الرواية والقصة والنقد، بل تعدتها ليفرد بساطه على أرض الأدب كاملة ويخوض غمار الشعر من أبوابه الواسعة ويصبح من أهم الشعراء العرب، وقد كتب شعرًا بالعربية والإنجليزية كما في ديوان همس الحفون، وفيما يأتي بعض من أشعاره:

المقطع الشعري الأول:[٨]

أخي! إنْ عادَ بعدَ الحربِ جُنديٌّ لأوطانِهْ وألقى جسمَهُ المنهوكَ في أحضانِ خِلاّنِهْ فلا تطلبْ إذا ما عُدْتَ للأوطانِ خلاّنَا لأنَّ الجوعَ لم يتركْ لنا صَحْبًا نناجيهم سوى أشْبَاح مَوْتَانا المقطع الشعري الثاني:[٨] أخي! مَنْ نحنُ؟ لا وَطَنٌ ولا أَهْلٌ ولا جَارُ إذا نِمْنَا، إذا قُمْنَا رِدَانَا الخِزْيُ والعَارُ لقد خَمَّتْ بنا الدنيا كما خَمَّتْ بِمَوْتَانَا فهات الرّفْشَ وأتبعني لنحفر خندقًا آخَر نُوَارِي فيه أَحَيَانَا

/

YouTube
YouTube