ديسمبر 22, 2024

اذاعة صوت المهاجر الاعلامية

اذاعه سياسيه اخباريه ثقافيه تهتم بالشأن العالمي والعربي والعراقي

كيف أصبحت شركات السلاح الأميركية الرابح الأكبر من حرب أوكرانيا؟


بعد مرور أكثر من شهر على صراع ثقيل تشارك فيه أطراف مختلفة، لم تكشف الحرب في أوكرانيا بعد عن أسرارها كاملة، فلا هي وضعت أوزارها، ولا حتى مالت إلى طرف على حساب الآخر، فقط تشتد المعارك يوما بعد يوم. وبينما تقود روسيا هجوما ضاريا ومستمرا، مدفوعة بجيش من أعتى جيوش العالم، فاجأ الجيش الأوكراني، وهو الطرف الأضعف والأقل عددا في تلك المعادلة، الجميع بصموده، ونجح في عرقلة تقدُّم القوات الروسية بفضل الأسلحة الغربية التي منعت موسكو من فرض السيطرة الجوية على سماء أوكرانيا، وحافظت على العاصمة كييف من السقوط، على الأقل حتى الآن.

وكلما طالت أيام الحرب، زادت تكاليفها وخسائرها المادية والبشرية، وتعقَّدت أيضا حسابتها أكثر فأكثر، حتى إن المعارك باتت تُخفي حاليا في طياتها عدة حروب داخل حرب واحدة، فروسيا تقاتل من جهة للحيلولة من أن يصل حلف الناتو إلى حدودها الغربية، وتستهدف من جهة أخرى إحياء أمجاد ذاكرة الماضي القريب لدى شعوب دول الاتحاد السوفيتي القديم، بينما تخوض أوكرانيا حربا بالنيابة عن أوروبا لكسر شوكة العدو الذي يبتلع ببطء دول الشرق الأوروبي، أما الولايات المتحدة، فتسعى جاهدة إلى تدمير روسيا من بوابة الاقتصاد، وتوريطها في حرب استنزاف طويلة تزيد العقوبات من صعوبتها، بهدف إعادة تصحيح مسار التاريخ، من خلال احتواء روسيا، وتعزيز النفوذ الأميركي داخل القارة العجوز.ولكن بجانب النتائج السياسية التي ستترتَّب على الحرب، هناك نتائج أخرى لا تقل أهمية تتعلَّق برغبة كل طرف في التسويق لترسانته المسلحة بهدف الرفع من مبيعاته، مثلما حدث سابقا في سوريا، حين استغلَّت موسكو الحرب هناك لإغراء الزبائن بفعالية نيرانها، ما انعكس في النهاية على زيادة الطلب على الأسلحة الروسية بقيمة جاوزت 26 مليار دولار عام 2016، وهو أعلى مستوى وصلت إليه عام 1992. واليوم، ترى واشنطن في هذه الحرب فرصة مناسبة للغاية لإقناع العديد من الدول الأوروبية خصوصا بشراء إنتاجاتها العسكرية استعدادا لغد قادم وغير مستقر.مع تقدُّم الحرب، بدأت آمال أوكرانيا في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو” تتضاءل، على عكس ما كانت تسعى إليه قبل بدايتها، إذ كانت تعتبر ذلك هدفا إستراتيجيا يضمن لها حماية من أهداف موسكو التوسعية، لكن الأمور لم تسر كما أراد الأوكرانيون. في المقابل، يبدو أن أوكرانيا في طريقها إلى عصر من الحياد الإجباري الطويل، وهو الواقع الجديد الذي فرضه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحربه، أيًّا كانت النتائج التي ستُفضي إليها الحرب في نهاية المطاف

YouTube
YouTube